مواقف رمضانية لا تنسي

مواقف رمضانية لا تُنسى .

يأتى اليوم الأول من شهر رمضان فترى الناس يُعرهون إلى المساجد وخاصة فى صلاة الفجر التى يهجرونها طوال الشهور الإحدى عشر الأخرى ، وكذلك صلاة العشاء والتى تعقبها صلاة التراويح ، سرعان ما يعودون أدراجهم إلى سيرتهم الأولى بعد مرور أيام قليلة من هذا الشهر الكريم ، فترى المساجد وكأنها خاوية على عروشها تشكو العباد إلى ربهم لأنهم قد هجروها.

القرآن الكريم الذى يهجره كثيرٌ من الناس طوال العام ، إذا جاء شهر رمضان شهر القرآن تراهم يعكفون على قرائته وتدبره ودراسة آياته ، ومن الناس من يختم القرآن الكريم فى شهر رمضان المبارك مرة ومنهم من يختمه مرتين أوثلاث ، فإذا ما انقضى هذا الشهر الكريم هجروا كتاب الله ، وقليل منهم من يحافظ على قرائته وتلاوته وتدبره طوال العام.

وبالطبع فإن من الفطرة أن يقترب الناس إلى الله فى هذا الشهر الكريم أكثر من غيره من الشهور ، ومن الأمثلة على ذلك إخراج الناس لزكواتهم المفروضة وكذلك إخراج الصدقات والتبرع للمشروعات الخيرية ومساعدة الفقراء ورعاية اليتامى ، هذا جميل ورائع لكن لا مانع من أن يستمر هذا الأمر الطيب طوال العام حتى يستطيع الفقير والمحتاج أن يعيش الأشهر الأخرى من العام وهو يتلقى المساعدات والإعانات التى يحتاجها حتى ينصلح حاله ويقضى حاجته ويعتمد على نفسه وينتقل من مرحلة المحتاج إلى مرحلة المعين والمساعد للآخرين والمتصدق على من يستحقون.

صلة الرحم كثير منا من لا يهتم بها إلا بدخول شهر رمضان المبارك فيقوم بالاتصال هاتفيا بأقاربه وخاصة من النساء كالأخوات والخالات والعمات والبنات ، يقوم بذلك وكأنه يقوم بعمل روتينى حتى إذا ما سُئل من أحد هل وصلت رحمك؟ ، فيجيب بالإيجاب ، وبهذا يكون قد فعل ما عليه ، ومن الناس من يختزل صلة الرحم على القيام بزيارة وحيدة فريدة لرحمه فى هذا الشهر ، ومنهم من يختزلها فى دعوة أخته للإفطار فى بيته وانتهى الأمر ، ولا يفكر فى زيارتها أو السؤال عنها طوال أشهر السنة الأخرى.

رب رمضان هو رب باقى الشهور ، وقال الصالحون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم : "من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد انقضى ومن كان يعبد الله فإن الله حى لا يموت" ، هذا من جانب ومن جانب آخر فإن العبادات التى فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده تهدف إلى تهذيب النفس والارتقاء بالأخلاق والسلوكيات ومن ثم وجب الاستمساك بها والارتباط بها طوال عمر العبد حتى يظل مرتبطا بالله وبمنهجه ، وإلا كان من السهل أن ينحرف عن الطريق القويم.

وحتى يصل المقصد المطلوب فلنتصور وضع المسلمين إذا تخلقوا بأخلاق