{{ْمواقف رمضانية لا تُنسى}} "8"

}مواقف رمضانية لا تُنسى}"8"

بدلا من أن يستشعر المسلمون عظمة شهر رمضان الكريم وجماله ، والحِكم الرائعة من ورائه.

بدلا من أن يجعل المسلم نصب عينيه من أول يوم فى هذا الشهر الكريم أن يكون من ضمن المقبول صومهم وصلاتهم وركوعهم وسجدوهم ودعاؤهم وأن يُخلص فى هذه الأعمال حتى يدخل الجنة من باب الريان.

بدلا من أن يصوم المسلم رمضان بإخلاص وجد وهمة عالية ليكون صيامه سبباً لمغفرة الله عز وجل ، وأن يكون كذلك سببا لاستجابة الله لدعائه.

بدلا من أن يعزز الصائم الصلة بينه وبين ربه جل وعلا ، وأن يبعث هذا الصيام فيه الخشوع والخضوع والامتثال لأوامر الله سبحانه وتعالى.

بدلا من أن يقوى الصيام من عزيمة المسلم فى جهاده لنفسه ، وكبحها عن الشهوات والملذات الدنيوية ، فيجعله فى إقبال دائم على الطاعات ومن ثم نيل رضا اللعه عز وجل.

بدلا من أن يستشعر المسلم أن الصيام هو الذى يباعد بينه وبين النار ، وأنه شفيع لصاحبه يم القيامة ، وأن الصيام والقرآن شفيعان للعبد يوم القيامة ، وأن الصيام سيقول : أي رب منعته الطعام والشهوة فشفّعني فيه، ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال فيشفعان"..

بدلا من كل ذلك ربط أعداء الأمة الإسلامية منذ عشرات السنين فى أذهان المسلمين وخاصة فى الدول العربية بين شهر رمضان الكريم وبين الفوازير وأطلقوا عليها "فوازير رمضان" وما هى إلا أسئلة فى موضعات تافهة عن أفلام ماجنة أو شخصيات شاذة أو معادية للإسلام وعن عادات وتقاليد متناقضة مع الإسلام ، عن راقصين وراقصات..إلخ.

وكذلك ربطوا هذا الشهر الكريم شهر العبادة والتقرب إلى الله بمسلسلات رمضان ، فيتم الاستعداد لهذا الشهر، منذ نهاية شهر رمضان السابق عليه ، وذلك بانتاج الكثير من تلكم المسلسلات والتى يُنفق عليها بالمليارات ، وحينما نقول بالمليارات فإننا لا نغالى أو نبالغ ، ولكننا نقول الحقيقة المفزعة لذوى الفطرة السليمة التى لم تُلوث من قِبل وسائل الإعلام الموجهة من أعداء الإسلام والذين يعملون ليلا ونهارا لتشويه صورة الإسلام ليس فى اذهان غير المسلمين فحسب ، بل وكذلك فى أذهان المسلمين.

ولا تخرج أهداف تلك المسلسلات عن أحد أمرين ، إما لتشويه فكرة دينية من العقيدة أو من العبادة أو من التشريع أو متعلقة بمظهر من مظاهر الإسلام الشهيرة ، اوشخصية بارزة فى التاريخ الإسلامى منذ بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وحتى أيامنا هذه ، وإما لترسيخ فكرة شاذة يريدون أن يدخلوها على المسلمين ، كالإباحية والاختلاط بين الرجال والنساء ، ولا مانع من أن يدخل صديق الزوج إلى البيت فى غياب الزوج ، والأفكار التى تحض على الانهزامية والاستسلام لمخططات الغرب الصليبى ، واعتبار أعداء الأمة أصدقاء ولا مانع من التعامل معهم بالرغم من محاربتهم للإسلام والمسلمين دون هوادة.

برامج تلفزيونية ومقابلات تذاع فى شهر رمضان وحوارات مع شخصيات متمردة على المجتمع تروج للشذوذ والإباحية والتمرد على ثوابت العقيدة ، فى شهر رمضان برمامج تشاهد فيها شخصية فنية شهيرة لا شغل لها إلا مهاجمة كل ما هو إسلامى ، تسخر من المتدينين ومن العبادات الدينية كالصوم ، وآخر هذه الحملات ضد الإسلام ما صرحت به إحدى الفنانات أن الصيام عادة فرعونية ، وآخر يروج لأن الطواف بالكعبة كعبادة الأصنام وغيرها من الأفكار الملوثة الشاذة والتى ربما يستحى أحد من المستشرقين أن يصرح بها فيتضح للناس إسرافه فى التهجم على الإسلام ، وخاصة إذا كان هذا النجم مسلما أو اسمه من أسماء المسلمين.

ولو ظهر على شاشات الفضائيات المختلفة شيخ يتحدث عن الإسلام ، فإنهم يأتون بشيخ من ذوى الفتاوى ليست الشاذة فحسب ، بل من الفتاوى المستفزة لعموم المسلمين ، كإباحة الاختلاط والرقص ومشاهدة الأفلام الإباحية وغير ذلك من الخزعبلات ، والعجيب أنك تسمعها من رجل معمم تظنه من الغييويرين على العقيدة والشريعة الإسلامية ، وهو فى الحقيقة ليس إلا محاربا للإسلام وكأنه أبو جهل أو أبو لهب ، والأعجب أن يتم ذلك فى شهر رمضان المعظم.

لم يتوقف الاستخفاف بالمسلمين منذة عقود طويلة ، ويتم العمل على قدم وساق بإبراز الحق فى صورة الباطل ، وإبراز الباطل فى صورة الحق ، فتشوَه صورة الإسلام فى قلوب وعقول المسلمين ، ويصبح المرء مسلما وربما يمسى كافرا ، وهذا هو الهدف الذى يقصد أعداء الإسلام الوصول إليه بواسطة مجموعة ممن يدينون بديننا شكلا وهم مصنوعون على أيدى الغرب الصليبى بالتعاون مع اليهود لتدمير الإسلام على يد أتباعه ، وتقسيم بلادنا على يد الحكام الذين باعوا شعوبهم لأعداء الأمة مقابل الحفاظ على عروشهم.