{{مواقف رمضانية لاتُنسى}}
"7"
قال العلماء أن الصيام هو التقرب لله تعالى
بالإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس ، وبالطيع فإنك بصومك لهذا
الشهر الكريم تقيم ركنا من أركان الإسلام الخمسة ، ومن خلاله تتحقق فى الصائم تقوى
الله التى قررها رب العزة فى كتابه الكريم {لعلكم تتقون} ، ومن ثم فإن الهدف الأسمى
من وراء تأدية هذه الفريضة هو أن يصل المرءلأن يكون تقيا أى خائفا من الله سبحانه وتعالى
، فيستشعر معيته وهو يقوم بأى عمل دنيوى أو أخروى ، فينال مغفرة الله والثوب العظيم
، فيا خسارة من أدرك رمضان ولم يُغفر له.
إن الصوم مظهر رئيس من مظاهر الإسلام ودليل
قاطع على ان المسلم يقوم بأمر الله عن محبة ورضى وانقياد وخضوع تام لأوامر الله ، وهذا
ما يتحقق فى هذا الركن بصورة يستغرب لها أعداء الإسلام.
والغريب هنا أن غالبية المسلمين ينفذون
ركن الصوم بإخلاص وحماس وجدية لا تراها فى الأركان الأخرى ولا فى تنفيذ أوامر الله
ولا فى الانتهاء عما نهى الله عنه.
فترى الرجل وهو يصوم رمضان لا يصلى ولا
يزكى ، بل ربما يكون من مدمنى سب الدين.
وهناك من يتعامل بالربا أو يغش فى تجارته
أو يعتاد على تعاطى المخدرات او الاتجار فيها ومع ذلك يصوم رمضان وكأن هذه نقرة وتلك
نقرة أخرى.
وعلى الجانب النسائى فترى العجب العجاب
، فمِن النساء مَن يصمن نهار رمضان وفى المساء تعود أدراجها لتخرج من بيتها متبرجة
عاصية لله ولرسوله صلى الله وسلم ، تراها تختلط بالرجال وتتعامل معهم مسترجلة وكأن
لا فرق بينها وبينهم ، ومن الممكن أن تكذب وتشرب الخمر وترتكب من المعاصى التى تتناقض
مع كونها امرأة مسلمة صائمة.
فى شهر رمضان يستشعر المسلمون بالمساواة
، فالمسلم الغنى يصوم كما يصوم المسلم الفقير نفس المدة الزمنية من الفجر إلى المغرب
، وإذا أُبيح لأحدهما الفطر لعذر فللإثنين الحق فى ذلك وليس لأحدهما فقط ، ومع ذلك
ترى الفوارق الشاسعة بين الأغنياء والفقراء فى المجتمعات الإسلامية ، ففى كثير من الدول
التمييز للأغنياء على حساب الفقراء ، ومحرم على الفقراء أمور عديدة مباحة للأغنياء
، ولذلك ينتشر الحقد والحسد والغل بين المجتمعات الإسلامية بالرغم من النهى عنها فى
القرآن الكريم وفى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
و من المعروف ان من الحِكم المهمة للصوم
أن يستشعر الأغنياء بما يعانيه الفقراء والمساكين ، ومن ثم فمن المنطقى أن يعتاد الأغياء
على مواساة والتعاطف مع إخوانهم الفقراء ، الأمر الذى ربما نراه فى شهر رمضان ، إلا
انه وبمجرد انقضاء هذا الشهر الكريم يعود الناس أدراجهم ، فينسون دورهم المهم فى مساعدة
هؤلاء الفقراء والوقوف بجانبهم فى ظروفهم الصعبة.
ومن أهم الحِكم من وراء الصيام وحدة المسلمين
، فيجب عليهم أن يكونوا على قلب رجل واحد ، كما أمرهم ربهم سبحانه وتعالى وكما علمهم
رسولنا صلى الله عليه وسلم ، حتى تكون لهم شوكة ضد اعدائهم على مر العصور والأزمنة
، الأمر الذى نرى عكسه فى بلادنا المسلمة فلا تجد دولتين مسلمتين متجاورتين إلا وبينهما
خلافات ونزاعات وحروب تنشب من حين لآخر ، بل ترى الخلافات والعصبيات منتشرة بين أفراد
وقبائل المجتمع الواحد ، وهذا ما أوجده أعداء الإسلام وروجوا له ، حتى يظلوا مختلفين
ومتحاربين ، وكل هذا يتم لصالح اليهود والصليبيين.
ولذلك فليحذر كل إنسان منَّا أن يكون حظه
من صيامه الجوع والعطش، أو أن يكون كمن يبني بيتًا، ويهدم بلدًا.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق