إقرأ المزيد http://www.condaianllkhir.com/2016/08/twitter-card-summary-for-blogger.html#ixzz4LXpQ7Rxc سحر الكلمات : {{مواقف رمضانية لا تُنسى}} "18"

جديد

فى صباى، كانت تراودنى الأحلام الجميلة، تمنيت أن أراها على أرض الواقع، كنت أرى فيها بلادى أجمل البلاد، وشعبى أفضل الشعوب، وفى فترة الشباب كان يتملكنى والعديد من أقرانى شعور بحتمية التغيير إلى الأفضل، فلسنا أقل من أية دولة متقدمة ومتحضرة مندول العالم.

سحر الكلمات " قصص قصيرة "

السبت، 25 يونيو 2016

{{مواقف رمضانية لا تُنسى}} "18"

{مواقف رمضانية لا تُنسى}"18"

المسلم مخلوق كونى

يعتقد المسلم أنه مخلوق فى هذا الكون الفسيح مثل بقية المخلوقات كالشمس والقمر والنجوم والأشجار والبحار والأنهار ...، وكذلك فإنه يعلم أن لجميع هذه المخلوقات مهاما محددة لخدمة الإنسان الذى كرمه الله سبحانه وتعالى وجعله سيد هذه المخلوقات .
وكما أن لكل مخلوق مهمة فى هذا الوجود ، كما قال تعالى: "ألم نجعل الأرض مهادا. والجبال أوتادا". 76 النبأ ، " وبالنجم هم يهتدون " ، ..... فإن مهمة الإنسان عمارة الأرض ، لأنه خليفة الله فى أرضه ، ينبغى عليه أن يتحرك فيها وفق منهج الله سبحانه وتعالى الذى أوجبه عليه.
وكما أن المسلم يسبح بحمد الله فإن كل المخلوقات تسبح بحمده سبحانه وتعالى- كل مخلوق حسب طبيعته التي خُلق عليها - ، يقول عز من قائل: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) الإسراء: 44 ، فكل المخلوقات تعزف سيمفونية فطرية متناغمة بتسبيح الله وحمده ، ولاتمل من ذكره وتهليله وتكبيره ، ولايخرج عن هذا العزف المتناغم بالعزف النشاز الا الإنسان الكافر والمسلم العاصى .
يرتبط المسلم المنضبط بهذا الكون وما فيه من مخلوقات كثيرة ارتباطا لايقبل التجزئة ، فهى تعبد الله وتسبحه كما يعبد الله ويسبحه ، وكذلك فهى مثله تسجد لله: " ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال". 18 الحج، وقد عُرضت على بعض هذه المخلوقات الأمانة التى حملها الإنسان على بعض هذه المخلوقات ، قال تعالى: "إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها".. 72 الأحزاب .
وتتسم علاقة المسلم بكل المخلوقات من حوله بالحب والتآلف والصداقة ، فكل مخلوق منها– من ملائكة وجن ونبات وطير و حيوان وجماد - قد نال شرف العبودية لله تعالى ، وتتجلى هذه العلاقة فى مظاهرها – حسب المواقف والأحوال – من خلال الصلوات والسنن والأدعية المأثورة ، فاذا رأى المسلم الهلال فى السماء فإنه يدعو الله ويخاطب الهلال : " اللهم أهلله علينا باليمن والإيمان ، والسلامة والإسلام ، ربي وربك الله " ، وها هو جبل أُحد يقول عنه الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) : " أُحد جبل نحبه ويحبنا " ، فالحب هنا من طرفين وليس من طرف واحد ، والمسلم ينادى الأرض ويخاطبها اذا أمسى فى السفر وأقبل الليل- كما علمه رسوله (صلى الله عليه وسلم ) : يا أرضُ ربي وربك الله ، أعوذ بالله من شرك وشر ما فيك وشر ما خلق فيك ، ومن شر ما يدب عليك، وأعوذ بالله من أسدٍ وأسْوَد، ومن الحية والعقرب ، ومن ساكني البلد، ومن والدٍ وما ولد.
بل إن عمر بن الخطاب كان يخاطب الحجر الأسود - أو الحجر الأسعد - وهو يقبله بحب ويقول : والله إنى لأعلم أنك حجر لاتنفع ولاتضر ، ولولا أنى رأيت رسول الله يقبلُك ما قبلتك ، واذا هاجت الريح يستجير المسلم بالله منها لأنها من مخلوقات الله ومن جنوده ، فيدعو : " اللهم إني أسألك خيرها ، وخير مافيها ، وخير ما أُرسلت به ، وأعوذ بك من شرها وشر مافيها وشر ما أرسلت به "، وعند سماع الرعد يقول: " سبحان الذي يُسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته "، وعند نزول المطر يدعو :" اللهم صيباً نافعاً " ، وبعد نزوله يحمد الله ويقول : " مُطرنا بفضل الله ورحمته "، وإذا استبطأ المسلم نزول المطر فإنه يلجأ الى الله ويصلى صلاة الإستسقاء ويناجى ربه ويدعوه : " اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً مريئاً نافعاً غير ضار ، عاجلاً غير آجل ".
وهكذا يتعامل المسلم مع غيره من مخلوقات الله بالحب والتآلف والمشاركة والتناغم من خلال علاقة روحية لا ترى فيها حقدا ولاغلا ولاكراهية ولا تنافسا ولاغيْرة ، علاقة خالية من التشاؤم ومن التطير ، وعلى الجانب الآخر فإنك ترى العجب العجاب حينما تبكى السماء والأرض – وهما من مخلوقات الله العظيمة - أحدا من عباد الله المخلصين وتحزن عليه حزنا شديدا - كما يُفهم - من قوله تعالى : عن فرعون وقومه : ( فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين ) الدخان ( 29 )

وإذا كان الأمر كذلك فإن المسلم مطالَب دائما بممارسة عبادة التفكر ، وهى عبادة من أشرف العبادات وأعظمها ، وهى التى تجعل من نطقه ذكرا ومن صمته فكرا ومن نظره عبرة ، وترفع من قدره وتزيد من علمه وخشيته لله جل وعلا ، وقد تضعه فى مصاف العلماء ، " إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء "، وكذلك فان عبادة التفكر تعمق فيه صفات التواضع والرحمة والتعاون والأُخوة والزهد والمحبة وغيرها من الأخلاق الحميدة التى قد ترتقى به إلى أن يكون ملَكا يمشى على الأرض .