إقرأ المزيد http://www.condaianllkhir.com/2016/08/twitter-card-summary-for-blogger.html#ixzz4LXpQ7Rxc سحر الكلمات : {{ْمواقف رمضانية لا تُنسى}} "11"

جديد

فى صباى، كانت تراودنى الأحلام الجميلة، تمنيت أن أراها على أرض الواقع، كنت أرى فيها بلادى أجمل البلاد، وشعبى أفضل الشعوب، وفى فترة الشباب كان يتملكنى والعديد من أقرانى شعور بحتمية التغيير إلى الأفضل، فلسنا أقل من أية دولة متقدمة ومتحضرة مندول العالم.

سحر الكلمات " قصص قصيرة "

السبت، 25 يونيو 2016

{{ْمواقف رمضانية لا تُنسى}} "11"

}مواقف رمضانية لا تُنسى}"11"

اجتاحت المسلمين فى العقود الأخير مفاهيم خاطئة عن شهر رمضان الكريم ، فهناك من يعتبره شهر الراحة والكسل ، وبالتالى يتوقف عن القيام بأى عمل حياتى ، فيتم تأجيل كثير من الأعمال المهمة ، ليس للمرء نفسه فحسب، ولكنها مهمة أيضاً لآخرين ينتظرون نتائج هذا العمل وثماره التى لها تأثير عظيم فى حياتهم.
وبالرغم من عدم وجود نص قرآنى أو حديث شريف يُسنبط منه اعتبار شهر رمضان شهر راحة وتوقف عن القيام بالأعمال الحياتية المعتادة ، إلا ان كثيراً من المسلمين ارتبط فى أذهانهم أنه شهر الراحة التامة والنوم الطويل والكسل والخمول ، تُؤجل فيه الأعمال وتتوقف فيه كل الواجبات ، متوهمين أنه شهر مرتبط بالتعب والإرهاق وإنعدام القدرة على التركيز ، وبالتالى تواترت وترسخت هذه المفاهيم الخاطئة والخطيرة فى أذهان الأجيال المتعاقبة.
ويكذب كل هذه المفاهيم الخاطئة آيات القرآن الكريم وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك سيرته العطرة ، وصفحات التاريخ الإسلامى الزاخرة بالبطولات والأعمال الخالدة والتى حدثت فى شهر رمضان الكريم على مر الأعوام والسنين.
فغزوة "بدر" كانت فى شهر رمضان وفتح مكة ، وكذلك معركة البويب بين المسلمين والفرس على ضفاف نهر الفرات بالعراق و الفتح الإسلامي لبلاد النوبة (السودان) و فتح جزيرة رودس في عهد معاوية بن أبي سفيان بقيادة جنادة بن أبي أمية ، وغيرها من الانتصارات العظيمة للإسلام والمسلمين وقعت فى شهر رمضان المبارك.
ولم يكن انتصار العاشر من رمضان على اليهود الإسرائيليين مصادفة ، وإنما كان نتيجة توفيق من الله سبحانه وتعالى وتخطيط دقيق ، وقد كان اختيار توقيت لبدء الهجوم على المواقع الإسرائيلية فى شهر رمضان حيث يكون إيمان المسلمين مرتفعا وروحهم المعنوية عالية واستعدادهم للتضحية والشهادة بارزا ، فكان الانتصار المدوى الذى زلزل عرش إسرائيل .
لقد غاب عن أذهان الكثير منا أن شهر رمضان المبارك لم يشرع للقعود والتخلف عن ركب المجاهدين والدعوة إلى الله والعمل على رفعة شأن المسلمين فى كل بقاع الأرض والدفاع عن كل المستضعفين على وجه الأرض وخاصة المسلمين منهم ، فقد كان قائدنا محمد صلى الله عليه وسلم - وهو قدوتنا - دائم الجاهزية للجهاد بالنفس والمال لإعلاء راية الإسلام على كل المصالح الشخصية والمنافع الذاتية ، وذلك لتكون كلمة الذين كفروا هى السفلى وكلمة الله هى العليا.
وعلى مر العصور والأزمنة فقد كان شهر رمضان المبارك شهر تربية وترابط وتكافل بين المسلمين وتجهيز الأفراد عقائديا ونفسيا وماديا وعسكريا ليكونوا وبحق جند الله ثقافة وأخلاقا ، فتراهم أثناء الحروب جنوداً صادقين مضحين بالغالى والنفيس لتعلوَ راية دينهم ويُجهزوا على كل أعداء الأمة.
ولن يستطيع المسلمون الانتصار فى أى معركة يواجهون فيها أعداء الأمة إلا إذا استطاعوا الانتصار على أنفسهم من قبل ، ففى رمضان تبدأ المعركة الأولى بين المسلم وبين نفسه ، بينه وبين الشيطان ، بينه وبين شهواته ، بينه وبين شياطين الإنس فى محاولاتهم المستمرة لجذبه إلى كل وسائلهم الخبيثة ، فيضيع أجر صيامه ويصبح صيامه شكلا بلا جوهر ، مجرد امتناع عن الأكل والشرب ليس إلا ، فيتابع مسلسلاتهم التى تختزل الإسلام فى الشكليات وتروج لأفكار دخيلة على الدين الإسلامى ، وتروج للإباحية والشذوذ ، وذلك بواسطة ممثلين ليس لديهم مانع من القيام بأعمال مخالفة للدين بل ومعادية له ، أكثر مما يقوم به المستشرقون الذين يحاربون الله ورسوله ليلا ونهارا.
بصوم شهر رمضان المبارك تتخلى النفس البشرية عن أدرانها وأمراضها التى ربما تعرقل قيامها بواجباتها المفروضة عليها خلال الأشهر السابقة على شهر رمضان المبارك ، وتتحلى فيه بالأخلاق الطيبة والسلوكيات الراقية والتعاملات السامية مع الله سبحانه ومع النفس ومع الزوجة ومع الأبناء والآباء ومع الجيران ومع الأقارب ومع الناس بصفة عامة.
وفى حالة أداء المسلمين لفريضة الصوم وهم يتحلون بتقوى الله والإخلاص والإيثار والحب والمودة ترى العجب العجاب ، ترى نفوسهم وقد تعلقت بآفاق الإيمان والقرب من المولى عز وجل ، وهنا ترى مواصفات المسلم الحقيقى الذى يرضى عنه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، هنا يستطيع المسلمون تحقيق مهامهم العظمى ومنها إخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله ، وممارسة الدعوة إلى الله وتحرير الأوطان من دنس المحتلين ، وإيقاظ المسلمين من غفوتهم وغفلتهم.
ولن يحقق المسلمون انتصاراتهم إلا إذا أطاعوا الله ورسوله ونفذوا أوامرهما ، وانتهوا عما نُهوا عنه ، وأصبحوا قرآنا يمشى بين الناس بأخلاقهم وسلوكياتهم وأحاديثهم.
لن تتحق تلك الانتصارات إلا إذا استشعر المسلمون أن الله قد ابتعثهم ليكون شهداء على الناس وقادة للمجتمعات يهدونهم إلى الطريق القويم طريق الفطرة السليمة ، ومن ثم عليهم أن يغيروا من أنفسهم حتى يغير الله حالهم إلى الأحسن والأفضل ، وأن يستعيدوا قوتهم النفسية والروحية ، والتى هى أهم من القوة المادية وبالطبع فهى مطلوبة أيضاً.
وفى سبيل تحقيق تلك الانتصارات ينبغى أن يكون المسلمون صفاً واحدا كالبنيان المرصوص ، يشد بعضه بعضاً ، حتى يستطيعوا الوقوف معا ضد أعداء الأمة المتربصين بها من الشرق ومن الغرب ، فأعداء الأمة يحاربون الإسلام والمسلمين مجتمعين وفى كافة المجالات حرباً شاملة دون هوادة ، ومما لاشك فيه فإنه لا يمكن الانتصار عليهم إلا إذا اتحد المسلمون وكانوا على قلب رجل واحد.

وحتى يستمر ذلك الاتحاد فلابد من نبذ التنازع والاختلاف والاعتصام بحبل الله المتين ، وألا يتنافس أحد على المناصب أو المكاسب وألا يكون العمل من أجل المجد أوالشهرة ، وأن يكون العمل لله وحده ، عسى أن يكون ذالك قريبا.

ليست هناك تعليقات: