{مواقف رمضانية لا تُنسى}("19")
" الحملات الأمنية فى رمضان " ضد الإخوان أم ضد الإسلام ؟مقال كتبته فى 10|9|2008
فى بداية شهر رمضان الماضى اُعتقل العديد
من شباب الإخوان المسلمين لقيامهم بتعليق الزينات ولافتات التهنئة وتنظيم مسيرات الأطفال
فى الشوارع ابتهاجا بقدوم الشهر الفضيل ، وكذلك لأنهم يقومون بالدعوة الى اقامة صلاة
التراويح بالمساجد مأمومين بأئمة من ذوى الأصوات الندية ،واللذين يقرأون القرآن بأحكام
التلاوة المنضبطة ، ولأن الأمن المصرى لايهمه أن يستمتع المصلون فى رمضان بصلاتهم أوبدعائهم
، ولا أن تخشع المصليات فى صلاتهن فى الأماكن المخصصة لهن ، و لايهمه كذلك أن يكون
إمام المسجد – أى إمام – إماما جاهلا أو فقيها ،الأمر المهم عنده ألا يكون من الإخوان
المسلمين أو من المتعاطفين معهم أو من المتأثرين بفكرهم ، بل يجب أن يكون من المناهضين
لهم ، وإلا فلا مكان له فى هذا المسجد أو ذاك .
ولأن الهدف الأكبر لدى الأمن المصرى هو
استبعاد الإخوان المسلمين من الحياة العامة ، فإنه يطاردهم لحبسهم واعتقالهم ، إذا
ماقاموا بتوزيع الصدقات والزكوات التى تُعطى لهم من الأغنياء – ثقة فيهم – لكى تصل
إلى الفقراء والمستحقين ، رغم أن ذلك يتم من خلال جمعيات رسمية ، وليُحرم الأغنياء
من الأجر والثوب ، وكذلك فليُحرم الفقراء والمساكين من هذه الأموال ، وليموتوا جوعا
كما مات إخوة لهم من قبل ،غرقا فى البحر ، أو دهسا تحت عجلات القطارات ، أو حرقا فى
النوادى والمسارح ، أو دفنا تحت الصخور المتصدعة .
ولإبعاد الناس عن المساجد ولمنعهم من الإعتكاف
فيها ، فان الأمن يمارس أقصى درجات الإرهاب ضد من يقومون علي تنظيمه فى أى مسجد من
المساجد على أرض الكنانة ، فطوال العشر الأواخر من الشهر الفضيل تخضع معظم المساجد
المصرية للتفتيش المستمر من رجال الأمن ، ويُلقى بحاجيات المعتكفين إلى الخارج ، ويطرد
المعتكفون ، ويُعتقل منهم من يُعتقل ، وهكذا يُحرم الناس من الأجر العظيم لسُنة الإعتكاف
، المهم أن الأوامر قد نُفذت ، وكل جندى أو ضابط يقول – سرا أو علنا -: أنا عبد امأمور
، وينسى أنه عبدٌ لله ، وأن للمأمور إلهاً هو الله .
وليلة العيد المباركة التى من المفترض أن
تكون ليلة فرح وسرور وهناء ، فى مصرنا المحروسة تنقلب إلى ليلة حزن وألم وفراق ، نظرا
للاعتقالات العشوائية والمطاردات المستمرة لكل من تسول له نفسه بأن يشارك فى الإعداد
لتجهيز مكان لصلاة العيد فى العراء - اقتداء بالرسول ( صلى الله عليه وسلم ) – فى المدن
والقرى والنجوع ، فالأمن فى هذه الليلة ليس لديه مهمة إلا إغراق تلك الأماكن المجهزة
، أو التى يمكن أن تجهز لأداء صلاة العيد عليها لمنع الناس من أداء هذه السنة ، وكذلك
فان هذه الأماكن تنقلب إلى ثُكنات عسكرية تزدحم بالآلاف من جنود القوات الخاصة من ذوى
الملابس السوداء المرعبة للمصلين اللذين يرتدون الملابس البيضاء ، فى يوم ينتظرون فيه
الرحمات تتنزل عليهم من السماء .
لا يهم القائمون على الأمن استهجان عامة
الناس لهذه الأحداث المؤسفة ، ولايهمهم التسبب فى إغضابهم ، و كذلك لايهمهم أن يدعوَ
المصلون على من تسبب فى إفساد فرحتهم وبهجتهم بالعيد ، وإضاعة الأجر الجزيل المبتغى
من وراء أداء صلاة العيد ، والعجيب أن كثيرا من الضباط والجنود المكلفين بهذه المهام
العدائية ضد المصلين والمعتكفين – فى رمضان ، وفى يوم العيد – لايخفون غضبهم وسخطهم
وحزنهم بسبب ما يقومون به مرغَمين .
وفى النهاية مازالت تثور عدة تساؤلات أساسية
منها :
1-لصالح مَن هذه الحملات الأمنية ؟ ...
لصالح الوطن والدين أم لصالح أعدائهما ؟
2 - هل ستمنع مثل هذه الحملات الأمنية المصريين
من المواظبة على أداء شعائرهم وصلواتهم فى كل المناسبات ؟
3 - هل يقوم الأمن بهذه الحملات ظنا منه
أنها ضد الإخوان المسلمين فقط ؟ .
4-أم أن هذه الحملات الأمنية ضد الإسلام
والمسلمين عامة ؟
-5 هل يقوم الأمن المصرى بذلك ضد أى مظهر
إسلامى يصدر من الإخوان المسلمين أم منهم أو من غيرهم على حد سواء؟